لا حول ولا قوة إلا بالله: حادثة أليمة داخل عائلة تونسية
شهدت ضاحية من ضواحي العاصمة الإيطالية روما مساء الأحد حادثة مؤسفة داخل منزل عائلة تونسية مقيمة هناك. فقد تحول خلاف عائلي بسيط بين زوجين إلى لحظة مأساوية انتهت بوفاة طفلهما الوحيد، في مشهد أثار حزناً كبيراً داخل الجالية التونسية.
تفاصيل الحادثة تشير إلى أن الزوجين دخلا في مشادة كلامية نتيجة تراكم بعض الخلافات اليومية. ومع ارتفاع حدّة التوتر، حاول الأب استخدام أداة منزلية لإيقاف النقاش، لكن الأداة أصابت بالخطأ طفلهما الصغير الذي كان يقف بينهما. ورغم التدخل السريع من الجيران والاتصال بخدمات الإسعاف الإيطالية (118)، فإن الطفل فارق الحياة في المستشفى بعد جهود طبية مكثفة لإنقاذه.
السلطات الأمنية الإيطالية تحركت فوراً إلى مكان الحادث، وأوقفت الأب على ذمة التحقيق. وقد أكدت التحقيقات الأولية أن ما جرى لم يكن مقصوداً، بل نتيجة فقدان السيطرة في لحظة انفعال، غير أن القانون تعامل مع الحادثة بجدية كاملة، حيث وُجّهت للأب تهمة القتل غير العمد في انتظار ما سيقرره القضاء.
الواقعة تركت صدى واسعاً داخل الجالية التونسية بروما، حيث عبّر الكثيرون عن تضامنهم مع العائلة، مؤكدين أن مثل هذه الحوادث المؤلمة تذكر الجميع بأهمية الحوار والتفاهم في مواجهة الخلافات، بعيداً عن أي تصرف قد يؤدي إلى نتائج لا تُحمد عقباها.
كما أثارت الحادثة نقاشاً داخل الأوساط الاجتماعية حول الضغوط التي تعيشها بعض العائلات المهاجرة، سواء بسبب العمل أو متطلبات الحياة اليومية، وهو ما قد ينعكس سلباً على الاستقرار الأسري. ودعا ناشطون في المجتمع المدني إلى ضرورة توفير برامج دعم نفسي واجتماعي للعائلات، مع التأكيد على أن الأطفال هم دائماً الأكثر تأثراً بمثل هذه الأوضاع.
اليوم، تعيش الأم تحت صدمة الفقدان، فيما يواجه الأب تبعات قانونية صعبة، أما الطفل فقد أصبح رمزاً مؤلماً يذكر الجميع بأن الخلافات لا تُحل إلا بالحوار، وأن العائلة تبقى الملاذ الآمن الذي يستحق الرعاية والحفاظ.