اخبار المشاهير

أول ظهور لوالد” مريم العيادي” الأولى وطنيا في البكالوريا يكشف سر نجاح إبنته

شهدت الساحة التربوية في تونس هذا العام حدثاً استثنائياً، تمثل في تصدّر الطالبة مريم العيادي نتائج امتحان البكالوريا شعبة الاقتصاد والتصرف بمعدل مميز بلغ 18.54 من 20، وهو ما خوّل لها المرتبة الأولى على المستوى الوطني. هذا التتويج لم يكن محض صدفة، بل كان ثمرة سنوات من المثابرة والدعم الأسري المستمر، كما كشف عنه والدها في أول ظهور إعلامي له بعد صدور النتائج.

في تصريحاته، تحدث والد مريم بكل فخر عن المسار الدراسي لابنته، مؤكداً أنها منذ نعومة أظافرها أظهرت حباً كبيراً للتعلّم، وأنها كانت دائماً من المتفوقين في مختلف مراحل التعليم. وذكر أن سر نجاحها يكمن في الانضباط الذاتي العالي الذي كانت تتمتع به، بالإضافة إلى تنظيمها الدقيق للوقت وتحديدها لأهداف واضحة منذ بداية السنة الدراسية.

وأضاف الوالد أن ابنته اختارت شعبة الاقتصاد عن قناعة، رغم ما يُقال عن صعوبتها، خاصة على مستوى المواد الحسابية والتحليلية، لكن مريم كانت دائماً تبحث عن التحديات، وتجد في المواد المعقدة دافعاً لبذل المزيد من الجهد. وأشار إلى أنها كانت تستثمر وقتها بشكل مدروس، توازن فيه بين الدراسة والراحة، دون إفراط أو تفريط.

كما شدد والد مريم على الدور الكبير الذي لعبته البيئة الأسرية المشجعة، حيث كانت العائلة بأكملها تدعمها وتوفر لها كل الظروف النفسية والمادية اللازمة، دون ممارسة أي ضغط عليها. بل كان التعامل مع الدراسة يتم بروح إيجابية، يغلب عليها الحوار والتفاهم والتشجيع.

وعن مشاعر العائلة لحظة تلقي خبر النجاح، أكد الوالد أن الفرحة كانت عارمة، وأن مريم استقبلت النتيجة بدموع الفخر، خاصة أنها لم تكن تتوقع أن تحرز المرتبة الأولى على مستوى الجمهورية، بل كانت تطمح فقط إلى الحصول على معدل ممتاز يؤهلها لمواصلة دراستها الجامعية في المجال الذي تحلم به.

وفي ختام حديثه، وجه والد مريم رسالة إلى كل الأولياء، دعاهم فيها إلى الإيمان بأبنائهم ودعمهم بكل الوسائل، معتبراً أن الثقة والتحفيز والحوار هي مفاتيح النجاح، أكثر من التوبيخ أو الضغط النفسي. كما شكر الإطار التربوي الذي رافق ابنته في مسيرتها الدراسية، مؤكداً أن المدرسة العمومية قادرة على إنتاج التميز حين تتوفر الظروف المناسبة.

نجاح مريم العيادي هو قصة إلهام لكل تلميذ يطمح للتفوق، ولكل وليّ يرى في أبنائه شعلة المستقبل. وهو أيضاً دليل جديد على أن العزيمة والانضباط والدعم الأسري يمكن أن تصنع الفارق، حتى في أكثر الشعب الدراسية صعوبة.

رحم الله من ربّى وعلّم، وبارك الله في كل تلميذ مجتهد يسعى نحو النجاح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *