قصة تحفة بيليه الرائعة في مونديال 1970

نشر من طرف كورة بلس في 30/12/2022 - 01:21
اخر تاريخ تحديث 16/05/2024 - 08:48

سيبقى اللقب العالمي الثالث الذي حققه بيليه مع البرازيل في مونديال المكسيك 1970، بمثابة التحفة الفنية الرائعة للملك الذي أبهر عشاق كرة القدم، مدفوعًا بروح الانتقام التي ولدت من خيبة 1966.

نعرف عن بيليه الموهبة اللامحدودة.. لكن، ما لا نعرفه كثيرًا عن البرازيلي هو شخصيته العنيدة وكرهه للفشل.. إذ عانى مرارة ذلك في 1966، عندما تلاشى حلمه في تحقيق ثلاثية تاريخية في كأس العالم (بعد 1958 و1962) بخروج بلاده من الدور الأول بعد إصابته خلال المباراة الأولى أمام بلغاريا.

أقسم حينها بيليه المكسور، والذي بات عرضة للإصابات، أنه لن يلعب في كأس العالم مجددًا، حيث لم يرتد القميص الأصفر والأخضر لمدة عامين.

بعد أن رفض الاستدعاء من أجل التصفيات، تراجع بيليه عن قراره وانضم إلى تشكيلة موهوبة وناضجة، وبات إيمانه أكبر عندما وافق ماريو زاجالو الذي حقق معه الكأس العالمية عامي 1958 و1962 كلاعب على تولي زمام القيادة على رأس الجهاز الفني في مونديال 1970.

الكرة الساقطة

استعاد بيليه لياقته البدنية، وبدا ذلك جليًا منذ المباراة الأولى في أول كأس عالم تبث بالألوان عندما حقق الهدف الثاني ضد تشيكوسلوفكيا قبل أن تمضي البرازيل وتفوز (4-1).. إلا أن اللقطة الأبرز من هذه المواجهة كانت محاولته إسقاط الكرة "لوب" من خط وسط الملعب فوق الحارس إيفو فيكتور التي مرت بجانب المرمى، في خدعة غير مألوفة حينها.

في المباراة الثانية، قام الحارس الإنجليزي جوردون بانكس بما أطلق عليه "تصدي القرن" عندما أبعد رأسية لبيليه من على خط المرمى، حيث صرّح البرازيلي لاحقًا بروحه الفكاهية "لقد سجلت هدفًا ولكن بانكس أوقفه".

واصل بيليه تألقه وروّض كرة من توستاو مررها إلى جايرزينيو الذي سجّل الهدف الوحيد في اللقاء، لتؤكد البرازيل لإنجلترا حاملة اللقب حينها أنها أفضل فريق في العالم.

سجّل بعدها ثنائية في الفوز (3-2) على رومانيا في المباراة الأخيرة من الدور الأول، حيث حرمه الحكم من الهاتريك بعد أن ألغى له هدفًا.

تخطى منتخب السامبا نظيره بيرو (4-2) في ربع النهائي، حيث مرّر بيليه كرة حاسمة لتوستاو في الهدف الثالث، ليضرب موعدًا مع الأوروجواي في نصف النهائي في أول مواجهة بين المنتخبين منذ 20 عامًا، حيث استعادت الجماهير شبح "ماراكانازو" من مونديال 1950.

تمريرة عمياء

بعد عقدين من الزمن على الهزيمة المؤلمة (2-1) على أرضها أمام الأوروجواي في الدور الأخير من كأس العالم 1950، كانت الفرصة متاحة أمام البطل لمسح دموع البرازيليين بمن فيهم والده الذي بكى في ذاك اليوم المشؤوم.

حققت البرازيل ذلك بأفضل طريقة ممكنة بفوزها (3-1)، حيث مرر بيليه كرة حاسمة في الهدف الثالث من توقيع ريفيلينو، وفوّت مرة أخرى فرصة تسجيل هدف تاريخي، عندما وصلته كرة بينية من توستاو.. إذ خدع الحارس بذكاء وراوغه من دون أن يلمس الكرة قبل أن يسددها وتمر بجانب القائم ليبقى أحد "أجمل الأهداف غير المسجلّة" في تاريخ المونديال.

اقتربت ساعة الحقيقة والحسم في مواجهة إيطاليا في المباراة النهائية، حيث كان مرة أخرى على الموعد بعد أن افتتح التسجيل برأسية جسّدت قيمة وموهبة بيليه الاستثنائية، مسجلاً هدف البرازيل رقم 100 في المونديال.

مضى سيليساو وحقق الفوز (4-1) حيث ترك بصمته الأخيرة بهدف ما يزال يصفه الكثيرون حتى الآن كأحد أفضل الأهداف الجماعية في كرة القدم، وكرّس الاعتقاد بأن جيل السامبا 1970 هو أفضل من لعب الكرة على مر العصور. مرّر بيليه كرة حاسمة "عمياء" للقائد كارلوس ألبرتو في الهدف الرابع، إثر سلسلة تمريرات رائعة بين عدة لاعبين.

إضافة تعليق

HTML restreint

  • Balises HTML autorisées : <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • Les lignes et les paragraphes vont à la ligne automatiquement.
  • Les adresses de pages web et les adresses courriel se transforment en liens automatiquement.