اخبار عامة

القيروان: تلاميذ يدرسون في الهواء الطلق

مدرسة ابن خلدون بمعتمدية سيدي عمر بوحجلة من ولاية القيروان تمثل إحدى المؤسسات التربوية التي تبرز مكانة التعليم في المجتمع وأهمية توفير فضاءات ملائمة للتلميذ. هذه المدرسة تستقطب عددًا كبيرًا من التلاميذ سنويًا، وهو ما يعكس رغبة العائلات في ضمان مستقبل أفضل لأبنائها من خلال مواصلة الدراسة والتعلم.

ما يميز الوضع الحالي في هذه المدرسة أنّ بعض التلاميذ يتابعون دروسهم في الهواء الطلق، حيث يتم استغلال الساحات الخارجية كفضاءات إضافية لتأمين الدروس. ورغم بساطة هذه الظروف، فإن المشهد يعكس إرادة قوية لدى المربين والتلاميذ على حد سواء لمواصلة المسيرة التعليمية مهما كانت التحديات. فوجود التلاميذ على المقاعد في الساحات وتحت ظلال الأشجار هو دليل على تعطشهم للعلم وإصرارهم على عدم التفريط في حقهم في الدراسة.

أولياء الأمور عبّروا عن اعتزازهم بمجهودات الإطار التربوي، مثمنين العمل الكبير الذي يقوم به المربون في سبيل إنجاح السنة الدراسية. كما يشيرون إلى أنّ هذه التجربة، رغم صعوبتها، تحمل أيضًا صورة إيجابية عن التضامن بين المدرسة والمجتمع المحلي، حيث يسعى الجميع إلى تذليل الصعوبات وتهيئة الظروف الممكنة للتلاميذ.

مدرسة ابن خلدون أصبحت اليوم رمزًا للإرادة والعزيمة، حيث يواصل الأطفال دراستهم في أجواء بسيطة لكن مفعمة بالأمل. فهذا المشهد يعكس قيمة التعليم في نفوس الناشئة ويؤكد أنّ الرغبة في التعلم أقوى من أي ظروف.

ومن المهم أن ينظر المجتمع إلى هذه المدرسة على أنّها مثال يحتذى به في الصبر والإصرار، حيث اجتمع المربون والأولياء والتلاميذ حول هدف واحد وهو استمرار العملية التعليمية. وهكذا تظل مدرسة ابن خلدون شاهدًا على أنّ التحديات يمكن أن تتحول إلى فرص، وأن طلب العلم لا يوقفه أي عائق، بل يزيد من قوة التلاميذ وعزيمتهم في تحقيق النجاح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *