قريب الولية يوضح ما حصل داخل أحد المعاهد في جندوبة
شهد معهد غار الدماء خلال الأيام الأخيرة حالة من الجدل بعد صدور قرار إداري يقضي بنقل عشرة تلاميذ إلى مؤسسة تربوية أخرى. القرار، الذي قالت الإدارة إنه جاء في إطار إعادة تنظيم داخلي للأقسام، أثار استياء عدد من الأولياء الذين اعتبروا أن اختيار أبنائهم تم بصفة عشوائية ودون تشاور مسبق معهم.
من بين هؤلاء، فوجئت تلميذة بقرار نقلها بعيداً عن زملائها وأساتذتها، الأمر الذي دفع والدتها إلى التوجه مباشرة إلى إدارة المعهد لمطالبة بقاء ابنتها في نفس المؤسسة. الأم عبّرت عن رفضها الشديد لقرار النقلة، مؤكدة أن ابنتها اعتادت على الأجواء الدراسية في المعهد وأن تغيير المحيط قد يؤثر عليها سلباً.
لكن الإدارة تمسكت بموقفها ورفضت التراجع عن القرار، وهو ما جعل الموقف يتأزم أكثر، ليتحوّل إلى حادثة مأساوية داخل أسوار المعهد أثارت موجة من الذهول والحزن بين التلاميذ والإطار التربوي.
وقد تم التدخل بسرعة لنقل الأم إلى المستشفى قصد تلقي الرعاية الطبية اللازمة، فيما تواصلت ردود الأفعال بين مستنكر للقرار الإداري ومتعاطف مع العائلة، معتبرين أن الحوار كان يمكن أن يجنّب الجميع هذه النهاية المؤلمة.
الحادثة أعادت فتح النقاش حول آليات اتخاذ القرارات التربوية، حيث شدّد متابعون على ضرورة مراعاة الجوانب الإنسانية والنفسية للتلاميذ والأولياء قبل إصدار أي قرار يخصّ مستقبلهم الدراسي. كما دعا آخرون إلى اعتماد حلول بديلة أكثر مرونة، تسمح بتحقيق التوازن في الأقسام دون أن تكون لها انعكاسات سلبية على الاستقرار العائلي والتربوي.
وبينما ما تزال القضية محل متابعة، يتفق الجميع على أن التلميذ يظلّ محور العملية التعليمية وأن مصلحته يجب أن تكون في صدارة الأولويات عند اتخاذ مثل هذه القرارات.