وزارة الصحة تحذر من ارتفاع حالات الجلطات في تونس
شهدت تونس مؤخراً ارتفاعاً مقلقاً في حالات الجلطات الدماغية، حيث تشير الإحصاءات إلى أن شخصاً تونسيّاً يتعرض لنوبة دماغية كل نصف ساعة، وهو ما يضع البلاد أمام تحدي صحي كبير يستدعي تدخلات عاجلة وممنهجة.
وتأتي هذه الأرقام لتسلط الضوء على خطورة الجلطات الدماغية، التي تعتبر من أبرز الأسباب المؤدية للوفاة والإعاقة الدائمة، خاصة إذا لم يتم التعامل معها بسرعة وكفاءة. الجلطات الدماغية تحدث نتيجة انسداد أو تمزق الأوعية الدموية في المخ، مما يؤدي إلى توقف وصول الدم والأكسجين إلى خلايا الدماغ، مسببة أضراراً قد تكون لا رجعة فيها إذا تأخر التدخل الطبي.
وفي إطار مواجهة هذا الخطر الصحي المتصاعد، أعلنت وزارة الصحة عن إطلاق خطة وطنية شاملة للتكفل بالمرضى المصابين بالجلطات الدماغية. وتركز الخطة على عدة محاور أساسية، منها تعزيز قدرات المستشفيات في استقبال حالات الطوارئ العصبية، توفير المعدات الحديثة لتشخيص وعلاج الجلطات في الوقت المناسب، وتدريب الكوادر الطبية على أحدث بروتوكولات التدخل العاجل.
كما تشمل الخطة حملات توعية مكثفة للمواطنين حول علامات الجلطة الدماغية، مثل ضعف أحد الأطراف، صعوبة الكلام، وفقدان التوازن، مؤكدة على ضرورة التوجه فوراً إلى أقرب مركز صحي عند ظهور أي من هذه الأعراض. وتهدف هذه المبادرات إلى تقليص نسبة الوفيات والإعاقات الناتجة عن الجلطات، وضمان تقديم الرعاية الطبية في أسرع وقت ممكن لكل مريض.
وفي ظل هذه الإجراءات، يبقى الالتزام بأسلوب حياة صحي، من خلال مراقبة ضغط الدم، ممارسة الرياضة، اتباع نظام غذائي متوازن، والإقلاع عن التدخين، عاملاً أساسياً في الحد من انتشار هذه الظاهرة.
تأتي هذه الخطة الوطنية كتأكيد على حرص وزارة الصحة على حماية المواطنين والتقليل من مخاطر الجلطات الدماغية، وجعل الرعاية الصحية أكثر استجابة وفاعلية لمواجهة هذا المرض الذي يهدد حياة الكثيرين في تونس.