عاجل:العالم يحذر من تسونامي

العالم يحذّر من تسونامي: تحذيرات بيئية طارئة تستدعي اليقظة

في تطوّر مثير للقلق، يشهد العالم نشاطًا زلزاليًا غير مسبوق، مما دفع العديد من مراكز الرصد والهيئات الدولية إلى إطلاق تحذيرات جادة من احتمال وقوع موجات تسونامي قد تؤثر على مناطق واسعة من السواحل العالمية.

وقد ضرب زلزال قوي بلغت شدّته 8.8 درجات إحدى المناطق البحرية شرق الكرة الأرضية، تحديدًا قبالة شبه جزيرة كامشاتكا، وهو ما اعتُبر من أقوى الزلازل التي تم تسجيلها خلال العقود الأخيرة. هذا الزلزال أدى إلى إطلاق تحذيرات تسونامي في عشرات الدول المطلة على المحيط الهادئ، من بينها اليابان، الولايات المتحدة، روسيا، كندا، والمكسيك، إضافة إلى دول في أمريكا الجنوبية وآسيا.

وقد تم تسجيل موجات مدّ بحري وصل ارتفاع بعضها إلى أربعة أمتار في بعض المناطق الساحلية، مما أدى إلى تضرر مبانٍ وانقطاع الكهرباء والاتصالات في مناطق محددة. ونتيجة لذلك، تم تفعيل خطط الإخلاء العاجل في عدة مدن، وتم نقل مئات الآلاف من السكان إلى مناطق مرتفعة تفاديًا لأي خطر.

السلطات المحلية في اليابان أصدرت أوامر بإخلاء ما يقارب مليون شخص في مناطق شمال البلاد، بينما رفعت الولايات المتحدة حالة التأهّب القصوى على طول الساحل الغربي، من هاواي إلى ألاسكا، مرورًا بولايات مثل كاليفورنيا وأوريغون وواشنطن.

ورغم أن بعض الموجات التي وصلت إلى اليابان لم تتجاوز 30 سنتيمترًا، إلا أن التحذيرات ما زالت قائمة، خاصة في ظل استمرار تسجيل هزّات ارتدادية قوية فاقت قوتها 6 درجات، ما يزيد من احتمالية وقوع موجات جديدة من المدّ البحري.

ويُجمع الخبراء على أن مثل هذه الكوارث الطبيعية تستوجب تضافر الجهود الدولية، وتحديث أنظمة الإنذار المبكر، وتعزيز وعي السكان بكيفية التصرف السريع والفعّال عند صدور أي تحذير رسمي. كما يؤكدون أن التغيّرات المناخية، إلى جانب النشاط الجيولوجي المتزايد، يساهمان في رفع وتيرة الكوارث الطبيعية، ما يجعل الاستعداد المبكر ضرورة ملحّة.

العالم اليوم أمام تحدٍّ جديد يتطلّب حكمة في الإدارة، ووعيًا جماهيريًا، واستثمارًا مستمرًا في وسائل الحماية والبنية التحتية، حتى لا تتحول التحذيرات إلى مآسي إنسانية.