بسيكو-م يبكي بسبب ما حصل مع والده في مستشفى شارنيكول
أثار الرابر التونسي المعروف بسيكو-م موجة واسعة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن نشر مقطع فيديو تحدّث فيه عن حادثة خلاف جمعته بطبيبة في مستشفى شارنيكول، وذلك أثناء مرافقته لوالده الذي كان يتلقى العلاج هناك.
وفي التفاصيل التي كشفها بسيكو-م بنفسه، أوضح أن الخلاف وقع بسبب ما اعتبره سوء تعامل أو عدم تفهّم من طرف الطبيبة تجاه حالة والده الصحية. وأكد في الفيديو أنه لم يكن ينوي إثارة المشاكل، بل إنه كان يطالب فقط بمعاملة إنسانية تليق بمريض مسنّ، على حد تعبيره.
وقد عبّر الرابر عن أسفه للطريقة التي تطوّرت بها الأمور داخل المستشفى، معتبرًا أن المستشفيات يجب أن تكون فضاءً للتكافل والدعم النفسي للمرضى وذويهم، لا مكانًا للخلافات وسوء الفهم.
ولم تمرّ هذه القصة دون ردود فعل كبيرة من متابعيه، إذ انقسمت التعليقات بين من تعاطف معه وسانده في روايته للواقعة، معتبرين أن القطاع الصحي يحتاج إلى مزيد من التحسين على مستوى جودة الخدمات والتواصل مع المرضى، وبين من دعا إلى ضرورة سماع وجهة نظر الطبيبة المعنية وإدارة المستشفى، تفاديًا لأي تأويلات قد تظلم أحد الأطراف.
ومن جانبه، شدّد بسيكو-م في نهاية الفيديو على احترامه لكل الأطباء والإطار الطبي وشبه الطبي في تونس، مؤكدًا أنه يقدّر الجهود التي يبذلونها في ظروف عمل صعبة، لكنه في المقابل طالب بحق أي مواطن في الحصول على خدمة صحية تحفظ كرامته وكرامة ذويه.
يُذكر أن بسيكو-م يُعد من الأسماء البارزة في عالم الراب التونسي، وقد اشتهر بأعماله الجريئة ورسائله الاجتماعية التي يمرّرها من خلال كلماته وأغانيه. وهو معروف أيضًا بنشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يشارك متابعيه بمواقفه حول قضايا مختلفة، ما يجعله دائمًا حاضرًا في النقاشات العامة.
إضافة إلى كونه رابرًا، يُعتبر بسيكو-م أيضًا ستريمرًا مشهورًا على منصة Kick، حيث يقدم محتوى مباشرًا ويتفاعل مع جمهوره من خلال جلسات البث الحي، التي يتناول فيها مواضيع متنوعة من الفن إلى القضايا الاجتماعية اليومية. وقد ساعده نشاطه الكبير على هذه المنصة في توسيع قاعدة جماهيره، ما جعل مقاطع الفيديو التي ينشرها تنتشر بسرعة كبيرة جدًا، مثل الفيديو الأخير الذي تحدّث فيه عن الخلاف الذي حدث له في مستشفى شارنيكول.
وقد لاقى هذا الفيديو انتشارًا واسعًا على صفحات مشاهير ومؤثرين آخرين، حيث أعادوا نشره وأعلنوا تضامنهم معه، مؤكدين في تعليقاتهم ومنشوراتهم على أهمية معاملة المرضى وذويهم باحترام وتفهّم، خاصة في الظروف الصحية الحساسة. واعتبر العديد من المتابعين أن ما فعله بسيكو-م يعكس صوت فئة واسعة من المواطنين الذين يواجهون تحديات مماثلة داخل المؤسسات الصحية.
في المقابل، دعا بعض النشطاء إلى التريث وانتظار توضيحات من إدارة مستشفى شارنيكول أو من الطبيبة المعنية، مشددين على أن الإطار الطبي يواجه بدوره ضغوطًا كبيرة وظروفًا صعبة في ظل نقص الإمكانيات وكثرة المرضى.
وتعيد هذه الحادثة إلى الواجهة ملف الخدمات الصحية في تونس وجودتها، وأهمية تطوير مهارات التواصل داخل المستشفيات لتحسين العلاقة بين المريض والطبيب، وتجنب الخلافات التي قد تتسبب في توتر الأجواء داخل المؤسسات الصحية.
واختتم بسيكو-م حديثه بالدعوة إلى تحويل هذه المواقف إلى دروس إيجابية، والعمل على إيجاد حلول عملية تضمن احترام المرضى وذويهم من جهة، وتقدير ظروف الأطباء والممرضين من جهة أخرى. كما توجه بالشكر لكل من ساندوه من مشاهير وجمهور ومتابعين، مؤكدًا أن صوته سيظل دائمًا إلى جانب قضايا الناس ومعاناتهم اليومية.