اخبار عامة

رحيل إعلامية تركت بصمة في قلوب التونسيين

رحلت عن عالمنا إعلامية معروفة بعد صراع طويل مع المرض، تاركة وراءها مسيرة مهنية مميزة وبصمة إنسانية لا تُمحى في ذاكرة المتابعين. كانت من الوجوه التي أحبها الجمهور التونسي بشكل خاص، حيث عرفت بشكل واسع من خلال تقديم برامج ناجحة على قناة نسمة التلفزيونية، مما جعلها قريبة من قلوب المشاهدين في تونس وخارجها.

الإعلامية التي نتحدث عنها كانت تتميز بحضورها الهادئ واحترافها الكبير على الشاشة، وقدرتها على التواصل مع الجمهور بأسلوب بسيط وراقي في آن واحد. كانت برامجها في قناة نسمة التلفزيونية نقطة انطلاق شهرتها في العالم العربي، حيث تركت أثراً واضحاً بفضل أسلوبها المميز وروحها المرحة التي كانت تظهر خلال تقديمها للبرامج الحوارية والترفيهية.

بعد هذه التجربة الناجحة في الإعلام التونسي، واصلت رحلتها المهنية في مجال الإعلام في بلدها الأم، حيث شاركت في تقديم العديد من البرامج التلفزيونية، كما دخلت مجال التمثيل وشاركت في عدة أعمال درامية لاقت استحسان النقاد والجمهور على حد سواء. هذا التنوع في مجالات عملها أكد على موهبتها الكبيرة ورغبتها المستمرة في تطوير نفسها.

ورغم النجاحات الكبيرة التي حققتها، إلا أن المرض كان له الكلمة الفصل في نهايتها، حيث خاضت معركة طويلة وصامتة مع المرض، محافظًة على خصوصيتها بعيداً عن الأضواء والأخبار المتداولة. هذا الصمت أظهر قوة شخصيتها وعزيمتها في مواجهة التحديات، مما زاد من احترام الجمهور لها وتقديره لمواقفها الإنسانية.

عندما أُعلن خبر رحيلها، عمّ الحزن والصدمة وسط المتابعين، خصوصاً في تونس حيث تركت أثراً عميقاً في الإعلام المحلي، وكانت بالنسبة للكثيرين مثالاً للالتزام والمهنية والوداعة. هذا الحضور الدافئ الذي كانت تظهر به على الشاشة سيبقى محفوراً في ذاكرة من عرفها أو تابعها، وسيذكرها الجميع بابتسامتها التي أضفت على البرامج طابعاً خاصاً.

إن فقدان هذه الإعلامية في مثل هذا السن المبكر يُعد خسارة كبيرة ليس فقط لوسائل الإعلام، بل للفن والثقافة في المنطقة ككل، حيث كانت تملك طاقة إيجابية كبيرة ورغبة صادقة في تقديم محتوى راقٍ ومؤثر. رحيلها يُذكرنا بمدى هشاشة الحياة وأهمية تقدير جهود من يعملون خلف الكواليس ليصل الصوت الحقيقي إلى الجمهور.

رحم الله هذه الإعلامية وأسكنها فسيح جناته، وألهم أهلها وأصدقائها ومحبيها الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *