تقرير كرة بلاس : تشيلسي يحارب القيود في مهمة مصيرية أمام ليل

نشر من طرف كورة بلس في 16/03/2022 - 00:22
اخر تاريخ تحديث 17/05/2024 - 07:21

تحول تشيلسي إلى عدو أوروبا الأول على مستوى كرة القدم، مع استئناف مشواره في دوري أبطال أوروبا مساء الأربعاء، عندما يلاقي مضيفه ليل في إياب ثمن نهائي دور الأبطال.

 

السبب واضح جدا، وهو أن تشيلسي ملك لرجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش، الذي تم تجميد أصوله في المملكة المتحدة، بسبب علاقاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إبان الغزو الروسي لأوكرانيا.

 

أدى تجميد أصول أبراموفيتش، إلى وضع قيود مشددة على ترخيص عمل نادي تشيلسي، فلم يعد الفريق قادرا على الاستمتاع بالميزات العديدة التي كان يحظى بها في السابق، كما أنه محروم من كسب الأموال إلا على نطاق ضيق للغاية، في وقت يتمنى فيه مسؤولو النادي، إتمام عملية البيع لمستثمرين جدد، من أجل إنهاء القيود على الفريق.

 

يبدو تشيلسي على الورق، في مأمن عندما يلاقي ليل مساء الأربعاء، كونه تغلب على منافسه الفرنسي في مباراة الذهاب بهدفين نظيفين، لكن كل شيء وارد في ظل سعي الخصم لقب النتيجة على أرضه، ووسط تأثر معنويات لاعبي الـ"بلوز" نتيجة للوضع الدائر.

 

ورغم أن النادي الإنجليزي كمنظمة رياضية بالإضافة إلى اللاعبين، يعيشون في حيرة من أمرهم نتيجة إقحامهم في أمور لا علاقة لهم بها، إلا أنه لا أحد في إنجلترا أو أوروبا، يتعاطف مع تشيلسي، بسبب سياسة النادي عبر السنوات الماضية، في استغلال مشاكل الفرق الأخرى، بهدف الانقضاض على أبرز لاعبيها وضمهم إلى صفوفه.

 

ويعتقد كثيرون، أنه لم يكن بوسع تشيلسي الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا العامين 2012 و2021، لو لم يتمتع بالرفاهية المالية التي وفرها له أبراموفيتش منذ استحواذه على النادي، وذلك في ظل القدرة الفائقة على استقطاب أفضل اللاعبين وأعرق المدربين، دون وضع النادي في مشاكل مالية هو في غنى عنها.

 

واستطاع تشيلسي نيل اللقب الأوروبي العام الماضي، رغم أن فرقا عديدة تمتعت باستقرار أفضل منه مثل وصيفه مانشستر سيتي، وباريس سان جيرمان، لا سيما من الناحية الفنية، حيث أقدم على إقالة مدربه فرانك لامبارد في منتصف الموسم، لكنه لم يجد صعوبة في استبداله بالألماني توماس توخيل الذي قاده للمجد القاري.

 

إضافة إلى ذلك، عرف تشيلسي عبر سنوات خلت، باستغلاله المشاكل التي تعاني منها الأندية الأخرى، بهدف الانقضاض على أفضل لاعبيها، فلم ينس جمهور مانشستر يونايتد حتى هذه اللحظة، كيف اقترب النادي اللندني من الفوز بخدمات الفتى الذهبي في الكرة الإنجليزي واين روني، الذي مر حينها بعلاقة فاترة مع "الشياطين الحمر"، ويشتاط محبو ليفربول غضبا عند تذكر الكيفية التي أغرى فيها النادي الأزرق، المهاجم الإسباني فرناندو توريس للانضمام إلى صفوفه.

 

الخيبة التي مر بها باريس سان جيرمان على مستوى المسابقة الأسبوع الماضي، عندما ودع دوري الأبطال على يد ريال مدريد، والسخرية التي تبعتها، تؤكد أن أندية الأموال، لا تتمتع بأي تعاطف من قبل جمهور كرة القدم عامة.

 

ورغم أن أبراموفيتش قاد تشيلسي إلى مراتب لم يكن يحلم بها النادي، كان النادي يمضي بثبات نحو ترسيخ مكانته بين كبار أوروبا، وهو تأهل إلى دوري الأبطال، في الموسم الذي سبق انتقال ملكية النادي إلى أبراموفيتش.

 

وفي ظل تقييد حركة النادي ومنعه من بيع أو شراء أو تجديد عقود اللاعبين، وعدم وضوح الرؤية حول ما يمكن أن يحدث للفريق في ظل غموض يكتنف نوايا مستثمرين جدد أعلنوا رغبتهم في شرائه، يقف تشيلسي أمام مهمة تكاد تكون مصيرية.

 

أمام ليل، سيسعى تشيلسي للوصول إلى ربع نهائي "الأبطال"، كي يواصل حملته للدفاع عن لقب قد يكون الأخير له، قبل أن تنتهي حقبة مليئة بالإنجازات في تاريخ الـ"بلوز"، ما سيشكل بداية دخوله في نفق مظلم قد يستغرق خروجه منه وقتا طويلا.

إضافة تعليق

HTML restreint

  • Balises HTML autorisées : <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • Les lignes et les paragraphes vont à la ligne automatiquement.
  • Les adresses de pages web et les adresses courriel se transforment en liens automatiquement.