فاتي وفيران.. من يخلف بيكيه في قلوب جماهير الريال؟

يتفنن جمهور فريقي ريال مدريد و برشلونة، في ابتكار أساليب الشماتة بلاعبي الفريق الآخر، خصوصا فيما يتعلق بأدائهم على أرض الملعب، وهناك من يفضل مشاركة لاعبين معينين في الطرف المنافس، متفائلا بعدم قدرتهم على تحقيق الإضافة المأمولة.

في ريال مدريد، اعتادت الجماهير عبر عقد من الزمان، على الاستهزاء بقلب دفاع برشلونة جيرارد بيكيه، الذي ورغم مكانته وسمعته التي كسبها نظير تحقيقه إنجازات تاريخية مع العملاق الكاتالوني، ارتكب العديد من الأخطاء المؤثرة في النصف الثاني من مسيرته، جعلته مثار سخرية الخصوم.

ليس المستوى الفني فقط ما كان يجعل مشجعي "لوس بلانكوس" يسخرون من بيكيه، فهذا الأداء المتواضع أحيانا، كان يمتزج بتصريحات اللاعب الواثقة والمستفزة أحيانا لجمهور ريال مدريد، والتي كانت ترتد عليه في مناسبات عدة.

أعلن بيكيه اعتزاله كرة القدم نهائيا قبل انتصاف الموسم الحالي، بعدما ساهم في فوز برشلونة بلقب الدوري الإسباني 8 مرات، ولقب دوري أبطال أوروبا 3 مرات، وبدأ بعدها جمهور ريال مريد، في البحث عن هدف جديد، يسخر من أدائه وثقته، ويتمنى مشاركته في الكلاسيكو، أملا في ارتكاب الهفوات التي تورّط البلوجرانا.



كانت سخرية محبي الفريق الملكي، تتركز على ما تبقى من "الأبقار المقدسة" في صفوف برشلونة، وهما سيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا، اللذان يتباين مستواهما عكس أيام الأمجاد الكتالونية، لكن سرعان ما انتقلت السخرية إلى أهداف جديدة مع مرور الوقت.

بالعودة إلى آخر مباراة جمعت الفريقين في ذهاب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا، توجهت الأنظار إلى النجم الشاب أنسو فاتي، خصوصا في ظل غياب البولندي روبرت ليفاندوفسكي، لكن المدرب تشافي هرنانديز، فضل الإبقاء عليه بديلا، وإشراكه في الشوط الثاني.

ويعلم المتابعون، أن فاتي لم يعد ذلك اللاعب الخطير الذي يهابه الخصوم عندما كان في الثامنة عشرة من عمره، لكن أحدا لم يتوقع أن ينحدر مستواه بهذه الصورة، ما دفع إدارة برشلونة إلى التفكير في التخلي عنه مع نهاية الموسم الحالي، في محاولة لموازنة فواتير النادي.

وعندما شارك فاتي في الشوط الثاني، حرم بطريقة غريبة فريقه من تعزيز تقدمه، عندما وقف دون قصد أمام تسديدة زميله فرانك كيسي الذي بدوره، جن جنونه وهو يحاول فهم ما جرى.

انضم فاتي مؤخرا لقائمة ريال مدريد المفضلة، إلى جانب لاعب آخر في خط برشلونة الأمامي، هو الدولي الإسباني فيران توريس، الذي يكافح بشدة لترك انطباع قوي، قبل شفاء الفرنسي عثمان ديمبيلي من الإصابة.

ويتهم بعض جمهور برشلونة فيران بالأنانية المفرطة، إضافة إلى عدم قدرته على ضبط أعصابه، كما أدى إصراره على تسديد ركلة جزاء في المباراة أمام فالنسيا (1-0) بالدوري، ومشاحنته مع فاتي في هذا السياق، إلى إكسابه المزيد من اللوم، خصوصا بعدما أضاع الركلة.

ورغم عدم مساهمتهما في تقديم ما يستحق الذكر مع برشلونة هذا الموسم، إلى جانب سخرية جمهور ريال مدريد منهما منذ بداية الموسم، إلا أن فيران وفاتي، يستطيعان تغيير جزء من الصورة، من خلال أداء قوي ومؤثر، يخدم فريقهما بدلا من الغريم التقليدي.